التخطي إلى المحتوى الرئيسي

موهوبون من ذوي الخصوصية المزدوجة Exceptional Twice

موهوبون من ذوي الخصوصية المزدوجة Exceptional Twice

عدنان القاضي

فئةٌ لا ينفكُّونَ منْ كونهِم موهوبونَ بحاجةٍ كغيرهم منَ الموهوبينَ الأصِحَّاء منَ التعريف بهم، وتوفير طرائق الكشف عنهم، وتهيئة سُبُل الرِّعاية المناسبة لقدراتهم وإمكاناتهم، حيثُ تُعدُّ عملية التعرُّف على أولئك الطلبة عملية شاقة وتكتنفها العديد من الصعوبات، تجعل تلك الطرائق المتبعة في سبيل ذلك والتي تتمثل في الاختبارات المقننة وقوائم السمات غير كافية ما لم تخضع لتعديلات جوهرية تنسجم مع ازدواجية الموهبة والإعاقة، أو الموهبة وصعوبات التعلّم، أو الموهبة والتحصيل الدراسي المنخفض، أو الموهبة واضطراب الانتباه المصحوب بالحركة الزائدة.
لذا، ينبغي تناوُلِ أنواع هذه الفئة منْ ذوي الخصوصية المزدوجة والتي أعني بها تزاوج أداءات الموهبة رفيعة المستوى بنوعٍ منَ قصور أو ضَّعف جزء منَ العقل أو الجِسم لدى الفرد، وهي بإيجازٍ على النحو الآتي:
أولاً، الموهوبون منْ ذوي الإعاقات Gifted Handicapped: ترى ريم (2003) بأنّ الموهوبين ذوي الإعاقات عادة ما يتلقون مزيداً من الاهتمام بسبب إعاقتهم أكثر من مواهبهم، سواءٌ كان ذلك داخل الأسرة أو في إطار المدرسة، كما تتنوّع مثل هذه الإعاقات بين إعاقة جسمية، أو بصرية، أو سمعية، أو عقلية.
ويشير شكري (2002) إلى أنّ الموهوبين ذوي الإعاقة لديهم قدرات وإمكانيات رفيعة المستوى تمكّنهم منَ القيام بأداء عالي في مجال معيّن أو أكثر، ولكنّهم في الوقت ذاته يُعانون عجزاً معيّناً يؤدي إلى انخفاض تحصيلهم الدراسي.
في الوقت ذاته يذكر عادل (2002) أنّ مثل هذه الإعاقات تؤثر بالفعل على مفهوم الذات وتقديره لدى الموهوبين، وبالتالي يجبُ علينا حتى نحميهم منْ ذلك ونسهمُ في تنمية وتطوير مواهبهم أنْ نعملَ على التشخيص الدقيق والتعرُّف عليهم بكلّ وضوح وموضوعية.
ويُعدُّ تشخيص هذه الفئة منَ الطلبة الموهوبين على درجة كبيرة منَ الأهمية؛ نظراً لما يرتبطُ به منْ تقديم الرعاية المناسبة لهم، وبما تضمّه وتتضمّنه منْ خدمات وبرامج وأساليب، كما وتحتاج إلى هذه الفئة منَ الطلبة الموهوبين إلى أساليب وطرائق متنوعة للكشف عنهم، وأنْ لا يعتمد على طريقة واحدة، ومنْ هذه الطرائق: الاختبارات والمقاييس المقننة، قوائم السمات، المقابلات المدروسة، الملاحظات المقصودة والمباشرة، والتقارير الدورية. وجديرٌ بالذكر أنْ تشخيص هؤلاء يكون مزدوجاً حيث يتعلّق بإعاقتهم منْ ناحية، وبموهبتهم منْ ناحية أخرى.
وتضيف ريم (2003) أنّ المعلّمين والخبراء العاملين في مجال الإعاقات نادراً ما تكون لديهم الخبرة المناسبة في مجال الموهبة، ونادراً ما يكونون قد تلقَّوا تدريباً يتعلَّق بها وباكتشافها، وبالتالي يتجاهلونها تماماً، كما تشير إلى أنّ البرامج المدرسية التي يتمّ تقديمها للموهوبين ذوي الإعاقات يجبُ أنْ تتضمّن المكوّنات نفسها التي تتضمّنها البرامج التي يتمّ تقديمها لأقرانهم الموهوبين ممن لا يعانون أية إعاقة، وأنّ يكون التركيز خلال هذه البرامج على نقاط القوّة والتميُّز لدى المعاقين ودعمها واستثمارها وتأكيدها، وإتاحة الفرص أمامهم للتعبير عنها أكثر منَ التركيز على جوانب الضعف والقصور.

ثانياً، الموهوبون منْ ذوي التحصيل المتدنِّي:Gifted Underachievers
هم الذين يتناقض مستوى أدائهم التحصيلي المدرسي (كما يُقاس بالاختبارات التحصيلية) بشكل ملحوظ مع مستوى قدراتهم العقلية (كما باختبارات الذكاء أو الإبداع المقننة)، حيث تكون معدّلاتهم التحصيلية أقل منَ المتوسّط أو منخفضة، وفي الوقت ذاته يحصلون على درجات ذكاء أو إبداع مرتفعة تضعهم ضمن مستوى الموهوبين، وبتعريف آخر هم ذلك الموهوبون الذي ينخفض مستوى أدائهم الدراسي بشكل دال عن مستوى قدراتهم واستعداداتهم الأكاديمية، وذلك كما تعكسه درجاتهم التي يتضمّنها التقرير المدرسي الخاص بهم، أو تلك الدرجات التي يحصلون عليها في اختبارات التحصيل.
ومنْ المظاهر التي تبرز لدى هؤلاء الطلبة كما ورد عند القريوتي وآخرون (1995) عدم قيامهم بإكمال الأعمال اليومية المطلوبة منهم، أو أدائهم لها بشكل غير جيّد في مقابل قدرتهم الفائقة على الفهم والاستيعاب والاحتفاظ بالمفاهيم عندما تكون في نطاق اهتمامهم أو تثير انتباههم، وانخفاض تقديرهم لذواتهم، مما يجعلهم يتحوّلون إمّا إلى الانسحاب أو إلى العدوانية.
ويبيّن Hunter-Braden (1998) بعض الأسباب لتلك الظواهر آنفة الذكر على النحو التالي: تعوّدهم على عادات غير مناسبة في الاستذكار أو أداء الأعمال التي يتمّ تكليفهم بها، عدم استجابتهم بالشكل المرغوب لتلك الجهود التي يبذلها المعلّم كي يبثّ فيهم الدافعية منْ خلال استخدام عدد منَ الأساليب.
ومما لا شكّ فيه أنّ الموهوب منْ ذوي التحصيل المتدنِّي/ المنخفض يشعر نتيجة لانخفاض تحصيله بنوعٍ منَ التهديد لذاته ولقدراته وكيانه ككُل، ويشعُر بعدم الكفاءة، وعدم قدرته على مسايرة المواقف المدرسية المختلفة، وهو الأمر الذي يدفعه إلى إتباع سلوكيات معيّنة كي يدافع عنْ ذاته، وهي ما تسمّى بميكانيزمات الدفاع عن الذات؛ كي يُقلِّل منَ الضغوط عليه منْ جرّاء ذلك، سوء التنظيم، عدم الاهتمام بمعظم المواد الدراسية، يصفون المدرسة بكونها مملة أولا فائدة منها، لديهم نقص في الدافعية والمثابرة، يتصفون بالمماطلة والتلكُّؤ أو الإرجاء ولديهم النزعة للكمالية.
ومنْ أهم أسباب نشوء هذه الازدواجية ما يلي: فقدان الاستثارة والتحدي، انخفاض مستوى دافعيّتهم للتحصيل والتعلُّم المدرسي، ضغوط الأقران، الصراعات مع المعلِّمين، ضعف مهارات الاستذكار الجيِّد، تدني تقدير الذات أم مفهوم الذات الواهن لديهم، الخوف الشديد منَ الفشل في تحقيق التوقعات المرتفعة منهم، وفقد الفهم والمساندة اللازميْن والفرص التي تلبِّي احتياجاتهم العاطفية والعقلية سواء في المنزل أو في المدرسة، التجارب التعليمية البسيطة التي لا تنسجم وسرعة التعلُّم، ضغوطات الزملاء خاصّة عندما ينتمي الموهوب إلى بيئة فقيرة، العزلة التي قد يعاني منها الموهوب بسبب تصرّفات زملاء الدراسة، وعلاقة الموهوب بالأهل والضغوطات الناتجة منَ المعاملة، وتوقّعاتها، ومستواها.
ويأتي دور الإرشاد والتوجيه هنا على النحو التالي: التدخُّل المبكِّر بغرض التعامل معها مباشرة ومع الأطراف المعنيّة، ومعرفة السمات السلوكية للموهوب ومنْ ثمَّ وضع البرنامج العلاجي المناسب.
ثالثاً، الموهوبون منْ ذوي صعوبات Gifted Learning Disabled: يعرّفهم الزيّات (2002) هم الموهوبون الذين يمتلكُون موهبة وإمكانات عقلية غير عادية بارزة تمكّنهن منْ تحقيق مستويات أداء أكاديمية عالية، لا لكنّهن يعانون منْ صعوبات نوعية في التعلُّم تجعل بعض مظاهر التحصيل أو الإنجاز الأكاديمي صعبة، وأداؤهم فيها منخفضٌ انخفاضاً ملموساً.
وتجدُر الملاحظة هنا، بأنّ هذه الصعوبات لا تكون ناجمة عنْ أية إعاقات أخرى حسية، أو عقلية، أو حركية، أو انفعالية، أو عنْ أية ظروف بيئية، أو اجتماعية، أو اقتصادية، أو ثقافية غير مواتية. وتبدو صعوبات التعلُّم في واحدة أو أكثر منَ المجالات التالية: التهجيئة والتعبير الشفهي، التعبير الكتابي، العمليات الحسابية أو الرياضية، الفهم السمعي، المهارات الأساسية للقراءة، الاستدلال الحسابي أو الرياضي. وتتميَّز هذه الفئة بجملة خصائص، ومنها: التوقّعات والطموحات غير الواقعية للذات، تقدير الذات المتدنِّي، مستوى تحصيل أكاديمي منخفض، الخوف والتردُّد والإحباط، والاتجاهات السلبية لزملاء الدراسة.
لذا، فإنّ سوء تشخيصهم يدمِّر موهبتهم، وذلك بتصنيفهم منَ المتخلّفين، وكذلك عدم تلبية احتياجاتهم الحقيقية كموهبة وصعوبات، وأخيراً إعطاءهم برامج ليست منْ صميم احتياجاتهم.

كما أنّ هناك جملة من المقترحات ينبغي الأخذُ بها بشأن هذه الفئة منَ الموهوبين، وهي:
أولاً، بالنسبة للمشكلات الأكاديمية:
1. تقديم المادة العلمية بأساليب متنوّعة تستثير معظم الحواس، مع تكليفهم بكتابة المادة العلمية وإعدادها؛
2. إعطاؤهم الفرص الملائمة لتوظيف ما لديهم منْ معارف ومعلومات وتقديمها بأساليب متنوّعة.
ثانياً، بالنسبة للمهارات التعويضية:
1. تعليمهم وتدريبهم على استخدام الحاسوب، وتشجيعهم على استخدام أجهزة التسجيل أو وسائل تعليمية مدعِّمة؛
2. تعليمهم وتدريبهم على النواحي التنظيمية واستراتيجيّات حلّ المشكلات مستخدمين تكنيكات تعديل السلوك المعرفي.
ثالثاً، بالنسبة للحاجات الوجدانية والانفعالية:
1. استخدام جوانب القوّة لديهم والأنشطة الأخرى التي يحققون فيها تفوّقاً، وتعزيز التقدُّم الذي يُحرز في جوانب الضعف؛
2. استخدام التعلُّم بالنمذجة عن طريق دمجهم مع طلبة موهوبين ذوي تحصيل أكاديمي مرتفع؛ وذلك كي يكتسبوا ما يُمكن اكتسابه وتعلّمه.

رابعاً، الموهوبون منْ ذوي نقص الانتباه والمصحوب بالنشاط الحركي الزائد Gifted Attention Deficit Hyperactivity Disorder:
يُعدُّ قصور أو نقص الانتباه، وقصور أو نقص الانتباه المصحوب بالنشاط الحركي الزائد كما ذكر القريطي (2005) منْ أهمّ أشكال الاضطراب لدى الطلبة، ويوجد تداخل ملحوظ بين بعض المظاهر والخصائص المميزة لهذين الإضطرابين، وبعض الخصائص السلوكية لدى الطلبة الموهوبين. ومنْ مظاهر هذا النوع كما ورد عن الرابطة الأمريكية للطب النفسي عام 1994م ما يلي: غالباً ما يفشل في إبداء الانتباه اللازم للتفاصيل، أو يرتكِب أخطاء ساذجة في الأعمال والواجبات المدرسية، أو الأنشطة الأخرى التي يُمارسها، يبدو وكأنّه غير مهتم أو منتبه لما يُقال له عندما نتحدَّث إليه مباشرة، غالباً ما يجدُ صعوبة في تركيز انتباهه، والاحتفاظ به لفترة طويلة على المهام التي يؤدِّيها أو في أنشطة اللعب، يتجنَّب ما يجد صعوبة في تنظيم المهام المكلَّف بها والأنشطة التي يؤدِّيها، يتجنّب ويكره أو يقاوم المُشاركة والانهماك في المهام التي تتطلّب مجهوداً عقلياً مستمرّاً، غالباً ما يتململ أو يُكثر منْ حركة يديه أو قدميه ويخبط بهما، أو يتلوّى أثناء جلوسه على مقعده.
غالباً لا يستقر في مقعده داخل الفصل، وأثناء المواقف الأخرى التي نتوقّع منه خلالها أنْ يظل جالساً، غالباً ما يجدُ صعوبة في ممارسة اللعب منْ دون إزعاج، أو الاستغراق في أنشطة أوقات الفراغ بهدوء أو منْ دون ضوضاء، غالباً ما يتسرّع منْ دون تفكير في الإجابة عنِ الأسئلة أو الاستفسارات قبل إكمال طرحها عليه، يصعُب عليه الانتظار حتى يأتي دوره في اللعب أو أثناء المواقف الاجتماعية، وغالباً ما يُقاطع الآخرين أثناء الكلام ويتطفَّل عليهم.
ولتربية هذه الفئة تربية واعية صحيحة، لابدَّ منْ: فهم طبيعة ضعف الانتباه وضعف الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد، امتلاك المهارات اللازمة للتعامل مع هذه الفئة منَ الموهوبين، ودرجة من التحمُّل والصبر.
المراجع:
? ريم، سيلفيا (2003). رعاية الموهوبين: إرشادات للآباء والمعلِّمين. ترجمة عادل عبدالله محمد. القاهرة: دار الرَّشاد.
? الزيَّات، فتحي (2002). المتفوِّقون عقلياً ذوو صعوبات التعلُّم. القاهرة: دار النشر للجامعات.
? شُكري، أحمد (2002). الموهوبون ذوو الاحتياجات الخاصَّة. ورقة عمل مقدَّمة في المؤتمر العلمي الخامِس لكليَّة التربية جامعة أسيوط في الفترة منْ 14-15/12/2002م.
? عادل، محمد (2002). سيكولوجية الموهبة. القاهرة: دار الرَّشاد.
? القريطي، عبدالمطلب (2005). الموهوبون والمتفوِّقون: خصائصهم واكتشافهم ورعايتهم. القاهرة: دار الفكر العربي.
? القريوتي، يوسف والسرطاوي، عبدالعزيز والصمادي، جميل (1995). المدخل إلى التربيةِ الخاصَّة. دُبي: دار القلم للنشر والتوزيع.

? Hunter-Braden, Pamela (1998); Underachieving Gifted Students: A mother perspective. Boise State University, 6th article, Spring Newsletter. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فوائد الكتب الالكترونية

1- انتشار قراءة الكتب الإلكترونية، الناس يقضون وقت أكثر أمام الشاشات من الوقت الذى يقضونه أمام الكتب المطبوعة . 2- الكتب الإلكترونية جيدة للبيئة، حيث توفر الكتب الإلكترونية الأشجار، وتزيل الكتب الإلكترونية الحاجة إلى مواقع دفن نفايات الكتب المطبوعة القديمة، وتوفر مصاريف النقل والشحن وبالتالى التلوث الناتج عن شحانات النقل على مستوى العالم . 3- الكتب الإلكترونية أفضل من الكتب المطبوعة، فهى لا تحترق، ولا تتعفن، ولا تنهار، ولا تتفكك من الاستخدام السىء، وتضمن البقاء وبالتالى المحافظة على التراث والآداب . 4- الكتب الإلكترونية، أسرع للإنتاج من الكتب الورقية، وتسمح للقراء القراءة حول القضايا والأحداث المعاصرة. 5- قابلية الكتب الإلكترونية للتحديث وتصحيح الأخطاء وإضافة معلومات جديدة . 6- قابلية الكتب الإلكترونية للبحث، بمعنى سرعة الوصول لأى شىء داخل الكتاب، وكذلك البحث عالميا عن عديد من الكتب الإلكترونية . 7- قابلية الكتب الإلكترونية للحمل، حيث يمكنك حمل مكتبة كاملة فى قرص مدمج DVD. 8- الكتب الإلكترونية(قد تكون صوتية رقمية) بما يمكنك من عمل أنشطة أخرى وانت تستمع لكتاب. 9- قابلية الكتب

النماذج والمجسمات التعليميه

المجسمات والنماذج التعليمية أ د يحيى قطران   أ د. عبدالكريم البكري يقصد بالمجسمات Stereographs أو النماذج التعليمية   Instructional Models  تمثيل أو تقليد مجسم للأشياء وقد يكون النموذج مكبراً أو مصغراً أو يأخذ نفس حجم الشيء الحقيقي الذي يمثله، له أبعاد ثلاثة، إلا أنه ليس بالشيء الحقيقي ذاته، وتنتج من خامات من البيئة المحلية  بغرض تجسد المعلومة او الفكرة المستهدفة. وتعد النماذج التعليمية من المواد التعليمية التي توفر للطلبة خبرة بديلة عن الخبرة الحقيقية  , التي قد يصعب توفيرها في الموقف التعليمي إما لصغر حجمها كأجزاء الزهرة والعين والأذن والجراثيم والحشرات ,أو لعدم إمكانية مشاهدتها ,كأجزاء الإنسان الداخلية وطبقات الأرض أو تحديد الأجزاء الداخلية في الآلات الضخمة , أو كبرها  كالكرة الأرضية , وتضاريس الدول , أو لأنها حدثت في الزمن الماضي كالمعارك القديمة ,ويتم عرضها والاستفادة منها في عملية الاتصال التعليمي بطريقة مباشرة دون استخدام أجهزة تعليمية.  أنواع المجسمات والنماذج التعليمية : للنماذج التعليمية أنواع عديدة، ويمكن أن ينتسب النموذج الواحد لأكثر من نوع منها :  1 – نموذج الشكل الظاهري  

مخروط الخبرة لإدجار ديل Edgar Dale

لقد صنّف إدجار ديل الوسائل التعليمية علي أساس الخبرات التي تهيئها الوسائل في كتابه " الطرق السمعية والبصرية في التدريس- Audio-visual Methods in Teaching " في شكل مخروط سُمِّي مخروط الخبرة ( Cone of Experience ). ويعتبر إدجار ديل ( E.Dale ) من التربويين الذين قدموا مساهمات رئيسة في تطوير تكنولوجيا التعليم الحديثة. فقد طور مخروط الخبرة الذي يعرض تشبيهاً بصرياً للمستويات المحسوسة والمجردة من طرق التدريس والوسائل التعليمي, ويعد أول محاولة لبناء أساس منطقي لاختيار الوسائل التعليمية اشتمل على نظرية تعلم واتصالات سمعية بصرية, وكان ذلك عام 1964م. إن غرض المخروط هو عرض نطاق من الخبرات تتراوح بين الخبرة المباشرة والاتصال الرمزي. وقد بني المخروط على سلسلة تبدأ بالأشياء المحسوسة وتنتهي بالأشياء المجردة, واعتقد ديل Dale أن الرموز والأفكار المجردة يمكن أ، يفهمها المتعلم ويتذكرها بسهولة أكبر إذا كانت مبنية علي خبرات محسوسة.   وقد وضع في قمة المخروط الخبرات المجردة كالرموز اللفظية والبصرية , وفي قاعدة المخروط الخبرات الملموسة الحسية الواقعية. وقام بترتيب الوسائل التعليمية الأخرى في هذا ا